الكشف عن أسرار النور والظلمات في أمثال سورة النور: دراسة وصفية تحليلية بلاغية ودلالية على ضوء الدراسة الصوفية

مستخلص البحث

وكان ذكر النور بصيغة المفرد في المثل إشارة إلى أن الله تعالى مصدر النور الحقيقي، وهو النور بذاته ولذاته، وأنه أصل الوجود وواجب الوجود. أما إطلاق اسم النور على غيره فمجاز محض، فهو مكن الوجود وظل لصحب الظل. وبهذا ذهب المحققون إلى أن النور مساو للوجود بل نفسه، فاله تعالى نور واجب الوجود، وهو النور الأقصى الذي لا يأتيه نور من غيره. فجوز جماعة منهم الغزالي إطلاق اسم النور على الله تعالى بمعنى أنه هو الظاهر لنفسه والمظهر لغيره.

هذان المثلان يرجعان إلى مثل واحد يعي المثل بالنور الذي هو عبارة عن أم للمثلين الآخرين. فكان هذا المثل بدوره يرجع إلى حقيقة واحدة تعني مدد يمده، وهو قوله تعالى الله نور السموات والأرض ٠ هذا المدد يمد قمة الأسرار تعني التوفيق بين أسرار المثل والمعنى في إطار التصوف، حيث إن الله هو اسم الذات في صورة التترل، و النور عبارة عن النور المحمدي الذي جعله الله تعالى من نوره فجعل الكون كله منه، وهو عبارة عن جسد الوجود المستنبط لأجله الكون، فيكون بمرلة برزخ بين الحق والخلق، و السموات والأرض رمز للكون أو العال م الممكن الوجود. هكذا والله اعلم بالصواب.