موقف ابن مالك النحوي بين مدرستي البصرة والكوفة في ألفيته النحوية: دراسة وصفية

مستخلص البحث

مما لا ريب فيه الخلاف النحوي بين مدرسة البصرة والكوفة أصبح أمرا مشهورا ومعروفا في العالم لدى النحاة القديمة والحاضرة. تبادلت الأزمنة والعصور إلا الخلاف بين هاتين المدرستين: بصرة وكوفة في الآراء النحوية لم يزل حاضرا ومذكورا, حتى يكاد أن لا يترك العلماء القدماء والمعاصرون البحث والدراسة عنه ومنهم أنصار ومقلدوا بصرة وناقدوا كوفة والعكس. اختلفت مدرسة البصرة والكوفة فى عديد من مواضع علم النحو.
مدرسة البصرة تشددت فى اختيار الشواهد واستنباط الأحكام النحوية، بخلاف مدرسة الكوفة التى تقدم التسامح فى الشواهد النحوية بحيث استغنى من كلام العربرغم الضعف ومجهول الراوى. والخلاف بين المدرستين من المسائل التي اختلف فيها أنصار كل من المدرستين :الاختلاف في العامل، عمل الأداة، ترتيب أجزاء الجملة، إعراب بعض الكلمات، تقدير الإعراب، معنى الأداة، ضبط الكلمة، علة الحكم، الصيغة، بنية الكلمة، الأسلوب، نوع الكلمة.

انطلاقا بذلك, خطر ببال الباحث أن يبحث عن موقف ابن مالك النحوي بين مدرستي البصرة والكوفة في ألفيته النحوية (دراسة وصفية). ومشكلة البحث هنا: ما خصائص مدرستي البصرة والكوفة؟؛ وما موقف ابن مالك النحوي بين مدرستي البصرة والكوفة في ألفيته النحوية؟ يحما هدف الباحث لمعرفتهما. وإن هذه الدرسة درسة كيفية

(Qualitative) لأكا تجمع البيانات من الكلمات و ليس من الأرقام. وبيانات هذا البحث يسمّى بالبيانات الكيفية (Data Qualitative). ومدخل البحث الذي أجرأه الباحث المنهج الوثائقي (Documenter method) وهو وصف المظاهر اللغوية بغيرمحاولة إيجاد العلل والأسباب. أي أنه يقتصر على عرض الاستعمال اللغوي لدى مجموعة معينة في زمان ومكان معين.
فح

وإن هذا البحث يهدف لنيل المعلومات المتعلقة بظواهر الحالة اللغوية. وفيه محاولة لتصوير و تسجيل و تحليل و تأويل الأحوال الواقعة.

ونتائج البحث خصائص مدرسة البصرة هي واضعة النحو, وفاتحة أبوابه وتشدّدت أشدّ التشدّد في رواية الأشعار والأمثال والخطب ضمن الدائرة المشار إليها، واشترطت في الشواهد المعتمدة لوضع القواعد أن تكون جارية على ألسنة العرب وكثيرة الاستعمال في

كلامهم. وخصائص مدرسة الكوفة هي تتسع في الرواية والقياس، وتبسط القياس وتقبضه، وتضع بعض المصطلحات الجديدة، وتتوسع في تخطئة بعض العرب، وإنكار بعض القراءات الشاذة وتعتمد على الأشعار والأقوال الشاذة التي سمع نحاتما من الفصحاء العرب والتي وصفها البصريون بالشذوذ. ويكتشف منها موقف ابن مالك النحوي بين مدرستي البصرة والكوفة في ألفيته النحوية؛ الذي يدل على أنه يعتمد ويتجه على المدرستين كلاهما سيما مدرستي البصرة وينتج منه أنه بصري لكثرته في متابعة الأراء النحوية البصرية.