اختلاف الأرآء النحوية بين مدرسة البصرة والكوفة: دراسة وصفية تحليلية

مستخلص البحث

وقد اشتهر منذ الزمان القديم ضراوة الخلاف النحوي بين البصريين والكوفيين. لقد وجد الخلاف بين المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية " في الأخذ عن الأعراب "، حتى لا تكاد " تجد ممألة من ممائل النحو إذا تقرأ الكتب النحوية إلا فيها مذهبان؛ بصري وكوفي.

والهدف هذا البحث هو معرفة نشأة مدرسة الكوفة والبصرة ومعرفة أسباب اختلاف أرآهما النحوية عميقا ومفصلا. والمنهج الذي يمتخدمه الباحث هو المنهج الوصفي وهو الذي يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا ديقيقا ويعبر عنها تعبيرا كيفيا وكميا.

نتيجة البحث هي أن النحو بصورته المعروفة نشأ بصريًا وتطور بصرياً. ويكاد الدارسون يجمعون على أن النحو العربي نشأ لحفظ القرآن من "اللحن"، وهم يقدمون في ذلك روايات كثيرة عن أبي الأسود الدؤلي وصنيعه في النحو من أنه نفمه وضع النحو. ثم نشأت مدرسة الكوفة في منتصف القرن الثانى للهجرة بعد مدرسة البصرة، ببدأ الكمائى الذي رحل إلى البصرة وأخذ أبا عمر بن العلاء نحوًا من سبع عشرة سنةً وأخذ أيضا عيسى بن عمر، لكنه اختلط بأعراب الا فغسد علمه، ولذلك احتاج على قراءة كتاب سيبويه، فمأل الأخفش ليقرأ كتاب سيبويه، ومع ذلك صنع الكسائى منهجاا يختلف عن البصرة في التطبيق، ثم صار الناس بعد ذلك فرقتين : بصرياا وكوفياا.

ووجه اختلاف الأراء النحوية بين مدرسة البصرة والكوفة نحاة البصرة في السماع والقياس يعتمدون يعتمدون على الشواهد والرويات الموثوقة, وألسنة العرب التي تصلح للثقة فيها أن تكون قاعدة تتبع. وحينما يواجهون بعض النصوص التي تخالف قواعدهم، كانوا يرمولها بالشذوذ أو تتأولولها حتى تنطبق عليها قواعدهم. فأما السماع والقياس عند الكوفيين فقد قبلوا كل ما جاء عن العرب و اعتدوا به و جعلوه اصلا من أصولهم التى يرجعون إليها و يقيسون عليها. و يستوثقون منها، حتى تلقفوا الشواهد النادرة و قبلوا الروايات الشاذة ولوسمعوا بيتا واحدا فيه جواز شىء مخالف للاصول جعلوه اصلا وبوتوا عليه.

وأسباب الاختلاف بين مدرسة البصرة والكوفة منها الاستنباط الذي تتبعه المدرستان في السماع والقياس والتعليل والموقع الجغرافي والموقف السياسي والتنافس العلمي وإثبات الذات والعصبية الإقليمية وطريقة التفكير.