رياض الأزهار وكنز الأسرار لمؤلفه:أبي عبداللة الخروبي الطرابلسي المتوفي عام 963ه تفسير سور(النساء-المائدة- الأنعام)-(دراسة وتحقيق)

مستخلص البحث

قد أكثر العلماء من التأليف في تفسير القرآن العظيم كلٌ بما أوتي من علم فمنهم من يفسر القرآن بالقرآن ، ومنهم من يفسره بالأخبار والآثار ، ومنهم من يفسره من حيث اللغة العربية بأنواعها ، ومنهم من يعتني بآيات الأحكام إلى غير ذلك فإن الاعتناء بتحقيق التراث الإسلامي الزاخر وإظهاره إلى عالم النور لمن الواجب علينا ، ليعم نفعه وفائدته على المكتبة الإسلامية ، وليتعرف من خلاله على جهود علمائنا السابقين.

كما تتمثل مشكلة البحث في هذه الدراسة في الأسئلة التالية: من مؤلف كتاب :(رياض الأزهار وكنز الأسرار). ؟ ما صحة نسبة الكتاب لمؤلفه أبو عبدالله الخروبي. ؟ ما هو المنهج الذي تبعه الشيخ أبو عبدالله الخروبي في تفسيره رياض الأزهار وكنز الأسرار؟ وما هي قيمته العلمية.؟ كيف تناول الشيخ أبو عبد الله الخروبي تفسير سورة النساء والمائدة والأنعام.؟
كما تهدف هذه الدراسة لبيان الأهمية والفائدة العظيمة لتفاسير علماء الأمة لذلك رأيت أن أقوم بتحقيق قسم من هذا التفسير القيم ليكون موضوعاً لأطروحتي وذلك لتحقيق الأهداف والكشف عن الآتى: النهل من ينابيع القرآن الكريم التي لا تنضب والوقوف عند أسراره والتأمل فيها والفائدة منها. خدمة لكتاب الله تعالي. الاسهام بجهدي المتواضع في أحياء تراث السلف الذي حرم من رؤية النور وبقي مهملاً في المكتبات العامة. التعريف بتراثنا الإسلامي العريق. أنه تفسير موسوعي يحتاج إلى جهد كبير وعمل جاد.

المنهج المتبع لقد اعتمدت في عملي هذا على منهجية النص المختار ، فأثبت في المتن ما رأيته صواباً من نسختي التحقيق مع الإشارة إلى ذلك في الهامش ، وقمت في تحقيقي لهذا الكتاب بالخطوات الآتية: حررت النص بدقة وهو النسخ والمطابقة والمقابلة ، وذلك وفق القواعد الإملائية مع وضع علامات الترقيم المناسبة .سلك الشيخ الخروبي ، رحمه الله تعالى ، المنهج الأثري النقلي، وإلى جانب ذلك فقد اتصف تفسيره باستعمال العقل.

كما وجدت النتائج التالية: يعد الخروبي من أعلام ليبيا، الذين تربوا على التقوى، والإيمان، والورع، ونهلوا من القرآن وعلومه القدر الغزير، بما برز في نتاجهم الفكري، الذي من بينه هذا التفسير القيم. تفسيره حافل بأسرار البيان القرآني، ونظمه، وألفاظه، وأسرار ظاهره وباطنه، مما يدل على المكانة العلمية لمؤلفه، وغزارة علمه. مقدرته على الموازنة بين علمي الظاهر والباطن . الاعتدال في التصوف بالبعد عن الغلو فيه، وبجعله تابعاً للتفسير الظاهر، مع أنه من شيوخ التصوف، والمؤلفين فيه.